ارتفعت أسعار الذهب العالمية خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الأربعاء، وسط ترقب المستثمرين لمحضر اجتماع السياسة الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للحصول على إشارات جديدة بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه البنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة.
سوق الذهب كان يتحرك في نطاق ضيق لبضعة أسابيع حتى الآن، مضيفًا أن أسعار السبائك قد ترتفع في وقت لاحق من هذا العام مع بدء موسم الانتخابات حول العالم.
تصريحات باول
قبل صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الساعة 21:00 بتوقيت السعودية، قال رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة عادت إلى “مسار انكماشي”، لكن صناع السياسات بحاجة إلى مزيد من البيانات قبل خفض أسعار الفائدة للتحقق من أن قراءات التضخم الأضعف الأخيرة تقدم صورة دقيقة عن التضخم والاقتصاد.
وأضاف باول، على هامش منتدى البنك المركزي الأوروبي للبنوك المركزية العالمية في البرتغال، اليوم الثلاثاء، أن تباطؤ نمو معدل الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي PCE إلى 2.6% في مايو يظهر فعالية السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
وأشار إلى أن البنك يريد التأكد من أن المستويات المسجلة هي قراءة حقيقية لما يحدث في التضخم الأساسي داخل الولايات المتحدة.
بيانات هامة مرتقبة
وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرين بيانات التوظيف ADP وبيانات مطالبات البطالة الأسبوعية المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم، وتقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) المقرر صدوره يوم الجمعة.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade: “إن إصدار تقرير الوظائف غير الزراعية هذا الأسبوع قد يغير الأمور (بالنسبة لسوق الذهب) إذا رأينا تحولاً في توقعات خفض أسعار الفائدة”.
فيما يرى المتداولون فرصة بنسبة 67% لخفض سعر الفائدة الفيدرالي في سبتمبر، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية. حيث يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عائدا.
الذهب والدولار الآن
ترتفع العقود الآجلة للذهب الآن بنسبة 0.5% إلى 2345 دولار للأوقية.
فيما تصعد العقود الفورية للذهب بنحو 0.3% إلى 2335 دولار للأوقية.
وعلى الجانب الآخر، يرتفع مؤشر الدولار بحوالي 105.477 نقطة.
المعادن الأخرى
ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 29.63 دولار للأوقية وصعد البلاتين 0.7 بالمئة إلى 997.85 دولار.
ونزل البلاديوم 0.7 بالمئة إلى 1014.64 دولار للأوقية بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى في أكثر من أسبوع.
سحوبات قوية من المخزونات الأمريكية ترفع أسعار النفط لأعلى مستوى في شهرين
ارتفعت أسعار النفط خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الأربعاء، إلى أعلى مستوى في ما يقرب من شهرين، وذلك وسط علامات على انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية.
وجرى تداول خام برنت عند 86.70 دولارًا للبرميل، بزيادة بنسبة 0.5% خلال اليوم، مع تجاوز خام غرب تكساس الوسيط مستوى 83.20 دولارًا، بارتفاع بنحو 0.48% خلال اليوم.
يأتي ذلك بعدما أفاد معهد البترول الأمريكي بأن مخزونات النفط الخام تقلصت بمقدار 9.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقًا لوكالة بلومبرغ. وإذا تأكدت الأرقام الرسمية في وقت لاحق من يوم الأربعاء، فسيكون ذلك أكبر انخفاض في أسعار البراميل منذ يناير.
وأغلق الخامان القياسيان على انخفاض يوم الثلاثاء مع تلاشي المخاوف من أن يؤدي إعصار بيريل إلى تعطيل الإنتاج في خليج المكسيك. ومن المتوقع أن يضعف ويتحول إلى عاصفة استوائية بحلول أواخر هذا الأسبوع، وفقًا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير.
مخزونات النفط الأمريكية
انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 9.163 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو، وفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء. غير أن مخزونات البنزين ارتفعت بمقدار 2.468 مليون برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 740 ألف برميل.
وكان محللون توقعوا في استطلاع أجرته رويترز انخفاضا قدره 700 ألف برميل في مخزونات الخام، وانخفاضا قدره 1.3 مليون برميل في مخزونات البنزين، وانخفاضا قدره 1.2 مليون برميل في مخزونات نواتج التقطير.
وقال ميتسورو موراشي المحلل لدى فوجيتومي سيكيوريتيز: “أسعار النفط تلقت دعما من تراجع مخزونات الخام الأمريكية، لكن المكاسب كانت محدودة إذ لا يزال بعض المستثمرين يسعون لجني الأرباح من الارتفاع الأخير”.
ومن المقرر أن تنشر إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية، بياناتها الأسبوعية يوم الأربعاء في الساعة 17:30 بتوقيت السعودية.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يرتفع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة مع بدء موسم السفر الصيفي مع عطلة عيد الاستقلال هذا الأسبوع. وتوقعت جمعية السيارات الأمريكية أن يكون السفر خلال فترة العطلات أعلى بنسبة 5.2% عما كان عليه في عام 2023، مع ارتفاع السفر بالسيارة بنسبة 4.8%.
في غضون ذلك، أظهر مسح أجرته رويترز يوم الثلاثاء أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتفع في يونيو للشهر الثاني على التوالي، إذ عوضت زيادة الإمدادات من نيجيريا وإيران تأثير التخفيضات الطوعية للإمدادات من أعضاء أوبك+ الآخرين.
الفيدرالي قد يفاجئ الأسواق ويخفض الفائدة 3 مرات هذا العام
في حين يبدو أن الأسواق قد تصالحت مع حقيقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام، صرح الاقتصاديون لدى لازارد في مذكرة نشرت يوم الثلاثاء أن ضعف سعر الفائدة قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ قرار بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام.
ويقدر المحللون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وإجراء تخفيضين إضافيين في وقت لاحق من العام.
وقالوا إنه من المتوقع أن ينخفض التضخم والنمو الاقتصادي مع تقدم العام، بينما ترتفع معدلات البطالة.
وقالت المذكرة إنه: “بحلول سبتمبر، سيكون لدى اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ثلاثة تقارير إضافية حول التضخم وسوق العمل لتحديد ما إذا كانت ضغوط الأسعار قد تم تحديد سقف لها أم لا”.
وسيكون اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي القادم في 31 يوليو، لكن المستثمرين يعتقدون أن هناك فرصة بنسبة 91.2٪ أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير. أما بالنسبة للاجتماع القادم في 18 سبتمبر، فيقدر المستثمرون أن هناك فرصة بنسبة 75٪ أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
ومع ذلك، فإن احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات بحلول نهاية العام كما يعتقد لازارد هو 18.8٪ فقط، وفقًا لأداة مراقبة الاحتياطي الفيدرالي الخاصة ببورصة شيكاغو التجارية.
ويعقد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في شهر نوفمبر في نفس الأسبوع الذي تعقد فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما دفع البعض إلى التكهن بأن البنك المركزي سيحتفظ بأسعار الفائدة في ذلك الاجتماع لكي يبدو غير متأثر بالسياسة. ومع ذلك، يعتقد محللو لازارد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرًا على الاعتماد على البيانات الاقتصادية لاتخاذ القرار.
وقالت المذكرة: “نفترض أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستتخذ القرار مبررًا بالبيانات وتوقعات السوق وتتجاهل الاعتبارات السياسية”.