تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات، اليوم الثلاثاء، على الرغم من أنه يتم تداولها بالقرب من المستوى القياسي المرتفع الذي سجلته الأسبوع الماضي، حيث عززت المخاوف بشأن تصاعد التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط الطلب على المعدن الذي يعتبر ملاذًا آمنًا.
الذهب والدولار الآن
تتراجع العقود الآجلة للذهب الآن بنسبة 0.1% إلى 2382 دولار للأوقية.
فيما تهبط العقود الفورية للذهب بنحو 0.75% إلى 2365 دولار للأوقية. بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2431.29 دولار يوم الجمعة.
وعلى الجانب الآخر، يرتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.11% إلى 106.110 نقطة.
المعادن الأخرى
تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 بالمئة إلى 28.69 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 0.7 بالمئة إلى 969.05 دولارا وخسر البلاديوم 0.8 بالمئة إلى 1027.50 دولارا.
سبب الصعود الآن..تصاعد الحرب
جاء تسارع صعود الذهب نتيجة إعلان إسرائيل أنها جهزت ردها على الهجوم الإيراني. وجاء هذا الإعلان رغم إعلان إيران أن ضربتها لإسرائيل وهجومها الجوي بالمسيرات انتهى وأنها لا تنوي لاستكمال الضربة ضد إسرائيل.
قررت حكومة الحرب الإسرائيلية الرد “بشكل واضح وقوي” على الهجوم الصاروخي وهجوم الطائرات المسيرة الذي نفذته إيران يوم السبت، حسبما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” اليوم الاثنين نقلاً عن القناة 12 المحلية.
وجاء في التقرير أن وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يعتقدان أن على إسرائيل أن تتخذ إجراءً رداً على الهجوم، ولكن دون الإضرار بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي لعب دوراً حاسماً في مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الإيراني.
وتعتزم إسرائيل نقل رسالة مفادها أنها “لن تسمح بمرور هجوم بهذا الحجم ضدها دون رد فعل”. وأضافت وسائل الإعلام أن الرد سيكون بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وقالت إيران عبر مصادر رسمية إنه في حال وجود أي هجوم إسرائيلي، سيكون ردها فوريًا.
بنوك عالمية تعدل نظرتها بشأن الذهب متوقعين وصول الأسعار لهذه المستويات
توقع محللون في وحدة الأبحاث لدى بنك (أي إن زي – ANZ) في مذكرة، أنه من المرجح أن تتفوق الفضة على الذهب مع ارتفاع تدفقات الاستثمار وسط ارتفاع أسعار الذهب بشكل قياسي.
وتوقع المحللون أيضًا أن يتم تداول الذهب بالقرب من 2500 دولار للأونصة وأن تتحرك الفضة فوق 31 دولارًا للأونصة بحلول نهاية عام 2024.
وارتفع الذهب فوق مستوى 2400 دولار في الجلسة السابقة وربح أكثر من 14% حتى الآن هذا العام، مدعومًا بعمليات شراء قوية من البنوك المركزية وتدفقات الملاذ الآمن وسط استمرار المخاطر الجيوسياسية.
من ناحية أخرى، رفع بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس (NYSE:GS) توقعاته لأسعار الذهب في نهاية العام الجاري، خاصةً بعدما تصاعدت التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وقام جولدمان ساكس برفع توقعاته لأسعار الذهب من 2300 دولار إلى 2700 دولار للأوقية بنهاية عام 2024، وأوضح البنك الأمريكي أن ارتفاع أسعار الذهب الأخيرة لا علاقة له بعوامل الاقتصاد الكلي المعتادة والمرتبطة بمعدن الذهب.
وأضاف بنك الاستثمار الأمريكي أن الطلب المستمر من البنوك المركزية بما في ذلك بنك الصين الشعبي، يزيد من ارتفاع أسعار الذهب العالمية، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على الذهب كملاذ آمن اعتمادا على التخفيضات التي قد تحدث في أسعار الفائدة الفيدرالية، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات الأمريكية.
النفط يرتفع فيما تدرس إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني
ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء وسط التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط بعدما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل سترد على الهجوم الذي شنته إيران مطلع الأسبوع بصواريخ وطائرات مسيرة، وسط دعوات لضبط النفس من الحلفاء.
وأنهت أسعار النفط جلسة يوم الاثنين على انخفاض بعدما تبين أن الهجوم الإيراني على إسرائيل في مطلع الأسبوع كان أقل ضررا من المتوقع، وهو ما هدأ في البداية المخاوف من نشوب صراع يتصاعد بشكل سريع ويمكن أن يعرقل إمدادات النفط الخام.
ولم يتسبب الهجوم، الذي وصفته إيران بأنه رد على غارة جوية على قنصليتها في دمشق، إلا في أضرار بسيطة، إذ أسقط نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي الصواريخ.
لكن مصدرا حكوميا قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استدعى يوم الاثنين مجلس وزراء الحرب للانعقاد للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة لبحث كيفية الرد على أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل. وأثار ذلك مخاوف في السوق من أن تؤثر الإجراءات الانتقامية على إمدادات النفط.
وتنتج إيران أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الخام وهي منتج رئيسي بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وارتفع الخامان القياسيان يوم الجمعة مع توقع الهجوم الانتقامي الإيراني، وصعدت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر تشرين الأول.
وفي الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، من المتوقع أن تظهر أرقام الناتج المحلي الإجمالي الرسمية المقرر صدورها يوم الثلاثاء تباطؤ النمو إلى 4.6 بالمئة على أساس سنوي من 5.2 بالمئة في الأشهر الثلاثة السابقة.
ومن شأن ذلك أن يواصل الضغط على صناع السياسات للكشف عن المزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي التي يمكن أن تعزز أسعار النفط.