ما هي الفائدة المصرفية؟
نسمع كثيراً في عصرنا الحالي عن توجّه أكبر البنوك المركزية في العالم نحو خيار رفع معدلات الفائدة المصرفية لأسباب اقتصادية كثيرة.
ولكن ماذا نعني بمصطلح الفائدة المصرفية؟ وما هي العوامل التي تحدّد سعر الفائدة؟ وما هي الاثار الايجابية والسلبية لرفع اسعار الفائدة المصرفية؟ وما هي انعكاسات رفع الفائدة المصرفية على أسواق الفوركس وأسواق الأسهم؟
كل ذلك سنعرضه لكم في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.
الفائدة هي أداة رئيسية للبنوك المركزية لضبط السياسة النقدية داخل الدولة، وهي السعر الذي يدفعه البنك المركزي على إيداعات البنوك التجارية سواء أكان استثماراً ليوم واحد أو لشهر أو ربما أكثر ويجب أن تلتزم كافة البنوك التجارية بسعر الفائدة الذي يحدده البنك المركزي.
اذاً خلاصة القول أنّ أسعار الفــائدة هي العائد على استثمار الأموال لمدة زمنية محددة، مقابل تنازل المودع عن التصرّف بأمواله طيلـــة فترة احتساب العوائد والتي غالباً ما تكون سنوية.
ويساعد سعر الفائدة البنك المركزي على التحكّم في عرض النقد في الأسواق من خلال تغيير هذا السعر صعوداً ونزولاً ورفع الفائدة يعني كبح عمليات الاقتراض وبالتالي تقليل نسبة السيولة في السوق مما يؤدي إلى خفض نسبة التضخم (ارتفاع الأسعار).
ما هي العوامل التي تحدّد سعر الفائدة؟
- يتحدد سعر الفائدة بناءً على قوة و حركة النشاط الاقتصادي، ففي حالة النشاط الاقتصادي يرتفع الطلب على المال أكثر مما هو معروض في الأسواق، فينتج عن ذلك زيادة في نسبة أسعار الفائدة.
- يقوم البنك المركزي برفع أسعار الفائدة عندما ترتفع معدلات التضخم في الاقتصاد، اذ يؤدي ذلك الى تراجع نسب الاقتراض للأفراد والشركات فيقلّ الإنفاق ويقل بالتالي الاستهلاك، ينخفض التضخم.
- كما يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة في حالة الركود الاقتصادي فيزيد الاقتراض وبالتالي يرتفع الإنفاق الاستهلاكي وينتعش الاقتصاد فيخرج من الركود.
ما هي الاثار الايجابية لرفع أسعار الفائدة؟
- عند رفع سعر الفائدة تزيد التدفقات النقدية داخل الاقتصاد فيزيد الطلب على العملة ويؤدي ذلك الى ارتفاع سعر صرفها، ويتحقق الهدف الاساسي من رفع سعر الفائدة وهو زيادة الطلب على الودائع وسحب السيولة من الاسواق.
- عند رفع سعر الفائدة تنسحب رؤوس الأموال الضخمة من الأسواق باتجاه البنوك وذلك طمعاً بمعدلات الفائدة المرتفعة، مما يؤدي الى خفض معدلات التضخم.
- يرتفع مستوى السيولة لدى البنوك بعد رفع الفائدة على الودائع.
- تغلب الودائع المصرفية مجالات الاستثمار الأخرى مثل العقارات والذهب والبورصة وغيرها من الأدوات والقطاعات الاستثمارية.
ما هي الاثار السلبية لرفع أسعار الفائدة؟
- ارتفاع نسبة الفائدة سيؤدي إلى تقليص حجم الاستثمار وذلك نتيجة زيادة تكلفة المال المُقترض لأهداف استثماريّة.
- تقلّص حجم الاستثمارات سيعني تراجع فرص العمل وبالتالي ارتفاع معدلات البطالة وتراجع معدلات النمو الاقتصادي.
- هبوط وتيرة الإنفاق بكل أنواعه ما يعني تأثّر القطاعات الانتاجية كافة فتتراجع أرباح الشركات وبالتالي تهبط أسواق الأسهم والمؤشرات.
- انخفاض مستوى الاستهلاك؛ حيث يؤدي ارتفاع نسبة الفائدة إلى ارتفاع التكلفة المترتّبة على الاقتراض من المصارف ممّا يؤدي إلى اقتراض الأفراد بكمية أقل، فينتج عن ذلك تقليل حجم النفقات الاستهلاكيّة.
- عدم قدرة الأفراد على الحصول على الاموال سيؤدي الى حدوث ازمات اجتماعية عديدة مثل تفشي الفقر والبطالة وارتفاع معدل الجرائم وغيرها.
- وفي النهاية قد يتوجّه الاقتصاد برمّته الى حالة الركود الاقتصادي خاصة في حال تم رفع الفوائد بطريقة غير متوازنة.
ما هي انعكاسات رفع الفائدة المصرفية على أسواق الفوركس؟
ان ارتفاع معدلات الفائدة في دولة معيّنة يشجّع على الاستثمار في تلك الدولة، وبالتالي يرتفع الطلب على العملة فترتفع قيمتها. والعكس صحيح.
مثلاً :
إذا كان معدل الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية 1% ومعدل الفائدة في اليابان 0.5% فسيختار المستثمرون التعامل الدولار الأميركي ذو معدل الفائدة المرتفع لتحقيق عائد أكبر، لذلك عندما ترتفع معدلات الفائدة تذهب الاستثمارات للأصول ذات العائد المرتفع فترتفع قيمة العملة. والعكس صحيح.
وتُعتبر الفائدة الأميركية التي يُقرّها البنك الفيدرالي الأميركي في غاية الاهمية بالنسبة للأسواق العالمية، اذ أن قيام الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة يعني منح الدولار الأميركي مزيداً من الجاذبية أمام العملات الأخرى والمزيد من فرص تدفق الاموال المحلية واموال الشركات الأجنبية الى البنوك الأميركية, كما سيختار العديد من المستثمرين الأذكياء من الولايات المتحدة و خارجها إيداع أموالهم في البنوك الأميركية طمعاً بمعدل الفائدة المرتفع.
لذا فان قيام الفيدرالي الأميركي برفع معدلات الفائدة يعني ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي وعندئذ تنخفض أسعار كل العملات والسلع المرتبطة بالدولار الأميركي كاليورو و الجنيه الاسترليني والين والدولار الكندي والذهب والنفط الخام وغيرها
ما هي انعكاسات رفع الفائدة الأميركية على أسواق الأسهم والمؤشرات؟
- بالنسبة لسوق الأسهم الأميركية ، يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة سعر الفائدة المدفوعة على الودائع المصرفية وبالتالي، يختار المستثمرون إيداع أموالهم في البنوك مما يقلل بشكل كبير من حجم الأموال المتدفقة إلى سوق الأوراق المالية لذا سيؤدي ذلك إلى إنخفاض الأسهم الأميركية بشكل كبير.
- بالنسبة لسوق الأسهم الصينية، سيؤدى تدفّق رؤوس الأموال إلى البنوك الأميركية إلى خفض حجم الاستثمارات في الأسهم الصينية، ومن المرجح أن تنخفض أسعار أسهمها، مما يؤثر على أسواق الأسهم العالمية.
- عندما يرفع بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة، تتدفق رؤوس الأموال باتجاه أسواق الولايات المتحدة ونتيجة لذلك تنخفض قيمة العملة الصينية بمجرد ارتفاع قيمة الدولار الأميركي وبالتالي سوف ترتفع تكلفة شراء المواد الخام للشركات الصينية.
وبذلك نكون قد قدَّمنا لكم تعريفاً للفائدة المصرفية والعوامل التي تحدّد سعر الفائدة والاثار الايجابية والسلبية لرفع أسعار الفائدة المصرفية وانعكاساتها على اسواق الأسهم والمؤشرات العالمية.
إخلاء المسؤولية: هذه المقالة ليست نصيحة أو توصية استثمارية ولا ينبغي اعتبارها كذلك. المعلومات الواردة أعلاه ليست دعوة للتداول ولا تضمن أو تتوقع الأداء المستقبلي. المستثمر هو المسؤول عن مخاطر قراراته. لا يتضمن التحليل والتعليق المقدم أي اعتبار لأهدافك الاستثمارية الشخصية أو ظروفك المالية أو احتياجاتك.