يتزايد القلق في أسواق الطاقة من اضطراب الأسعار خلال الأشهر المقبلة بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات جديدة على قطاع النفط والغاز الروسي. وطبق الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأستراليا بالأمس سقفًا سعريًا على مشتقات روسيا النفطية. وتحدد السقف السعري على أساس 100 دولار للبرميل من المشتقات النفطية ذات العلاوة السعرية مثل الديزل و45 دولارًا للبرميل للمشتقات النفطية الأقل جودة والتي يتم تداولها بخصم مثل زيت الوقود والنفتا، ومن المقرر أن تتم مراجعة هذا السقف في مارس المقبل.
من جانبه، قال رئيس أبحاث السلع في جولدمان ساكس “جيف كوري” إن السيناريو الأرجح هو فقدان نحو 600 ألف برميل يوميًا من الإمدادات بسبب الصعوبة في إعادة توجيه المشتقات. وأضاف “كوري” أن إعادة توجيه الخام تعد أمر سهل نسبيًا، عبر جلب ناقلة من سوق خردة من مكان ما في العالم، وتأتي لها ببوليصة تأمين صينية، وتملأها ثم تتجه إلى مكان ما مثل الهند، حيث يتم تكرير المشتقات وبعد ذلك تنقل إلى أوروبا أو الولايات المتحدة.
وتابع: “لكنك غير قادر على فعل ذلك مع المشتقات لأنها منتجات نهائية. بالتالي فالنقل غير متوفر. وسيكون الأمر بالغ الصعوبة لإعادة توجيه المشتقات كما شهدنا في الخام. لذا نتوقع أن ينتج عن ذلك انخفاض بـ 600 ألف برميل يوميًا في الإمدادات”.
يذكر أن هذه العقوبات ليست الأولى على قطاع الطاقة الروسي فقد طبقت الدول الغربية في ديسمبر الماضي حظرًا على النفط الروسي المنقول بحرًا، ووضعت أيضًا سقفًا سعريًا عند 60 دولارًا للبرميل لصادرات خام اليورال، وذلك للحد من عائداتها بسبب الحرب في أوكرانيا، فالاتحاد الأوروبي قدر بأن السقوف السعرية تكلف روسيا 175 مليون دولار يوميًا.
وجاء الرد الروسي بوقف توريد النفط من بداية الشهر الحالي للدول التي فرضت سقفًا سعريًا حتى يوليو المقبل، وبدوره قال نائب رئيس الوزراء “ألكسندر نوفاك” إن تلك الخطوة تأتي للحد من تأثير تلك العقوبات على أسواق النفط التي تشهد حالة من عدم اليقين مع ما يمر به الاقتصاد العالمي من تحديات.
أسعار النفط ترتد صعوداً في بداية تعاملات الأسبوع، وبرنت فوق 80 دولاراً للبرميل
ارتفعت أسعار النفط في بداية التعاملات اليوم الإثنين بعد أن هبطت نحو 8% الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعد أن طغت المخاوف بشأن الاقتصادات الرئيسية على مؤشرات انتعاش الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتًا أو0.2% إلى 80.13 دولار للبرميل الساعة 05:02 بتوقيت جرينتش. وصعدت العقود الآجلة للخام الأميركي تسعة سنتات بزيادة 0.1% إلى 73.48 دولار للبرميل.
وهبط الخام الأميركي وخام برنت 3% يوم الجمعة، بعد أن أثارت بيانات الوظائف الأميركية القوية مخاوف من استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، وهو ما عزز بدوره الدولار.
وعلى الرغم من هيمنة مخاوف الركود على السوق الأسبوع الماضي، أكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية “فاتح بيرول” يوم الأحد، أن تعافي الصين لا يزال محركًا رئيسيًا لأسعار النفط.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن يأتي نصف نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام من الصين، حيث قال “بيرول” إن الطلب على وقود الطائرات آخذ في الارتفاع. وأضاف أنه اعتمادًا على مدى قوة هذا التعافي، قد يتعين على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها (أوبك+) إعادة تقييم قرارهم بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى عام 2023.
